الأربعاء، 27 فبراير 2008

ملخص صغير حول نصيحة التوجيه


إن الطريقة المتبعة حتى الآن في مجال الاستشارة و التوجيه هي أن يجمع المستشار في التوجيه أكثر ما يمكن من المعلومات حول التلميذ و حول النظام التربوي و حول الآفاق وبناء على هذه المعلومات و العناصر يعد النصيحة التي يقدمها للتلميذ. لكن من سلبيات هذه الطريقة صعوبة إعطاء نصيحة جيدة بالإضافة إلى إمكانية عدم اعتبارها
و العمل بها من طرف التلميذ (صعوبة جمع العناصر السيكولوجية، الطبية، الاجتماعية والاقتصادية...).

اـ معطيات النصيحة:

تتمثل في جمع النتائج الدراسية السابقة و معرفة القدرات الفكرية والحركية و الاهتمامات و الدوافع و تحديد المشاكل الصحية ذات الصلة بالتوجيه... يحتاج المستشار في التوجيه للمساعدة على التوجيه لجمع هذه المعطيات بواسطة روائز و اختبارات لتقويم خصائص الفرد و قدراته بشكل يقربه من الموضوعية... مع العلم أن الوسائل القمينة بتحقيق ذلك ليست متوفرة لدينا!. تنضاف هته النتائج إلى عناصر الملف الأخرى التي تنتج عنحصص التوجيه التربوي و يستنتج المستشار في التوجيه الخلاصة التي يبني نصيحته انطلاقا منها.
"إن الكفاءة افتراضية و القدرة وحدها قابلة للتقويم مباشرة و هي تمثل إمكانية النجاح في إنجاز مهمة و مشروطة بالكفاءة التي تبرزها بشكل غير مباشر( القدرة تبرز الكفاءة) لكنها مشروطة كذلك بالنضج و الممارسة...إن مفهوم الكفاءة كان منطلقا و ركيزة أساسية من ركائز علم النفس الفارقي" (علم يدرس الفوارق القائمة بين الأفراد) REUCHELIN(9).
تجمع المعطيات المتعلقة بالفوارق الفردية بواسطة تقنيات الملاحظة المقننة المعايرة Techniques d’observation standardisées : تمكن الروائز les tests، التي ترتكز قيمتها على دراسة إحصائية، من تقدير الخصائص و النتائج التي يحصل عليها الفرد مقارنة مع نتائج و خصائص المجموعة المرجعية la population de référence غير أنها غير كافية كأدوات بل يجب أن تتوفر أدوات اشتغال أخرى لا يسع المجال لذكرها الآن.

ب ـ هدف النصيحة الجيدة:

ـ يجب أن ترتكز النصيحة الجيدة على استباق توقع نتائج النجاح ومخاطر فشل هذا التوجيه أو ذاك. يتعلق الأمر بالانتقال من التشخيص diagnostic إلى التنبؤ pronostic. و هذا الاستباق يصعب توقعه باحتمال قوي من طرف المستشار في التوجيه.
ـ يميز الرائز بين أفراد نفس المجموعة ( يبين الفوارق). و يمكن ترتيب فرد داخل المجموعة من صياغة تشخيص لكفاءة هذا الفرد أو ذاك. كما يمكن أن يوفر هذا التشخيص للمدرس معلومات سيكولوجية ثمينة ( أطفال في وضعية صعبة، لا تجانس القسم...) لكنه غير كاف للقيام بالتنبؤ، إلا في حالات ناذرة و محددة.
ـ يمكن كذلك إثبات التطابق القائم بين ترتيب نتائج و إنجازات مجموعة من الأفراد في رائز ما، ثم ترتيب هؤلاء الأفراد أنفسهم انطلاقا من نتائجهم الدراسية مثلا. إذا اتضح أن العلاقة قوية، يمكن القيام بتنبؤ حول النتائج المنتظر الحصول عليها في النشاطات المستقبلية.
يبين هذا التحليل المقتضب أن تمرير رائز لا يكفي للحصول على معلومات موثوقة تبرر القيام بتنبؤ بمعنى أن التقدير المستبق لقيمة مشروع توجيه لا يمكن أن يؤسس على مجموعة من الروائز Batterie de tests مختارة بعناية و تستجيب لمتطلبات دقيقة.

ج ـ ما هي ضمانات الفعالية؟

حتى و لو كانت النصيحة جادة فيمكن ألا يعمل بها الفرد، لذا يجب أن يجد الفرد نفسه في هذه النصيحة كي يتفاعل معها. إذا كانت النصيحة تنقص من قيمة الفرد أو غير دقيقة فيمكن ألا ينتج عنها شيء، فالفرد يعمل بالنصيحة إذا ساهم في إعدادها لأن ذلك يجعله يحس بأنه مشارك إيجابي في إنتاجها و ليس مستفيدا سلبيا منها فقط.
المصدر: كتاب "من التوجيه إلى المشروع الشخصي للتلميذ" تأليف مصطفى شركي

ليست هناك تعليقات: